إن المؤمن بربه يرضى بالقضاء والقدر، ويعلم أن ما أصابه لم يكن ليخطئه، ويعلم أن في الابتلاء والامتحان خيرا كثيرا وأجرا كبيرا، وأن المصائب والنكبات يخفف الله بها من الخطايا، فيستحضر قول النبي صلى الله عليه وسلم: "ما أصاب العبد المسلم من نصب ولا وصب ولا هم ولا حزن ولا أذى ولا غم، حتى الشوكة يشاكها، إلا كفر الله بها من خطاياه" متفق عليه. الاعمى إذا أراد الصلاة فعليه أن يتحرى القبلة باللمس للحيطان إذا كان صاحب البيت، وإلا فعليه أن يسأل من حضر عنده، فإن لم يكن عنده من يسأله تحرى وصلى بالاجتهاد الغالب على ظنه، ولا إعادة عليه، كالبصير إذا اجتهد في السفر ثم تبين له خطأ اجتهاده فلا إعادة عليه. القلوب أوعية؛ منها ما يستوعب الخير، ومنها ما يستوعب الشر. وأفضل القلوب هي التي تمتلئ بالخير،تمتلئ بالعلم وتمتلئ بالدين والعبادة، تمتلئ بالعلم النافع والعقيدة السليمة، هذه هي القلوب الواعية، وهي أرجى القلوب لتحصيل الخير شريعة الإسلام شريعة واسعة كاملة، اشتملت على كل ما تمس إليه حاجة البشر، حاجة الذكور والإناث في الدنيا وفي الآخرة، فذكر الله تعالى نساء الدنيا وجعل لهن أحكاما، وذكر النساء في الآخرة وذكر ثوابهن كثواب الرجال المؤمنين، وفي هذا تمام العدل والحكمة    جاء الشرع الشريف مرغبا في حسن المعاملة مع الأفراد والجماعات ؛ فحث على اختيار الرفقاء الصالحين ونفر من قرناء السوء، ورغب في زيارة الإخوان والأنس بهم، وأخبر بأن المؤمن الذي يخالط الناس ويصبر على أذاهم أفضل من صاحب العزلة؛ فإن الأول ينفع الناس ويرشدهم، ويتحمل ما ناله في ذات الله من إساءة وضرر.
مجموعة محاضرات ودروس عن رمضان
14499 مشاهدة
فضل شهر رمضان

فإن من صامه إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه .
وكذلك سبب ثان: من قام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه .
وكذلك سبب ثالث: من قام ليلة القدر إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه .
ولذلك الذي لا يغفر له في رمضان حري أن لا يغفر له.
ذكر ابن رجب وغيره الحديث المشهور: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - صعد المنبر، فقال: آمين، آمين، آمين -سمعه الصحابة، ولا يدرون، على أي شيء يؤمن ؟- فقالوا له: يا رسول الله، إنك صعدت المنبر، فقلت: آمين، آمين، آمين، فقال: آتاني جبريل فقال: رغم أنف رجل أدرك شهر رمضان، ثم خرج، ولم يغفر له، قل: آمين، فقلت: آمين، رغم أنف رجل أدرك أبويه، أو أحدهما، فلم يدخلاه الجنة، قل: آمين، فقلت: آمين، رغم أنف رجل ذكرت عنده فلم يصل عليك، قل: آمين، فقلت: آمين .
اللهم صل على محمد فالذي يدرك رمضان، ثم لا يغفر له، لا يأتي بسبب من أسباب المغفرة، حري أن يكون محروما، رغم أنفه-أي- خسر وخاب.